رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد نصرالله أن جمود الحياة السياسية في لبنان، وعدم مواكبته بتدابير إنقاذية حيال التدهور الاقتصادي والنقدي الحاد، يدفع للتشاؤم، معتبرا انه إذا استمرت البلاد في سلوك هذا المنحدر المخيف، ولم يبادر المعنيين إلى لملمة الوضع، هذا إذا كان هناك من إمكانية بعد للحل "فإننا ذاهبون لا محال الى الانفجار الكبير، الذي لن يترك لبناني بمعزل عن نار الفقر والعوز، مشيرا بالتالي الى ان الأداء السياسي للطبقة الحاكمة، أقل بكثير مما هو مطلوب لمواجهة المرحلة، إذ يتصرفون وكأن البلاد بألف خير، فيما هي تقرع أبواب الخراب".
ولفت نصرالله في تصريح لـ "الأنباء" الكويتية، الى ان تداعيات التطورات الإقليمية والدولية، تتسلل دون شك الى الداخل اللبناني، وتترك بصماتها على الأداء السياسي، لكن لو اردنا كلبنانيين ان نجتمع على كلمة سواء، فلن يتمكن الخارج أيا يكن، من إعاقة طريقنا في التوافق على الحد الأدنى مما يمكن ان يسير أمور البلاد، إلا ان استجاباتنا لإرادة وطلبات القوى الخارجية على حساب مصالحنا الوطنية، قدمت لهذه القوى على طبق ماسي، القدرة على تعطيل الحلول، بدءا من أزمة تشكيل الحكومة، وصولا الى معالجة اصغر الملفات المعيشية.
وعن قراءته للخلاف بين الحريري وباسيل حول من يسمي الوزراء المسيحيين في الحكومة العتيدة، لفت نصرالله الى ان علة العلل في لبنان، تكمن بتقديم مصلحة الطائفة على مصالح الدولة، ولا يمكن بالتالي الخروج من لعبة الانتحار الطوعي، إلا بقيام دولة مدنية قوامها فقط الكفاءة والخبرة في إدارة الشأن العام، والمساواة بين اللبنانيين بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والمناطقية.